عمر فاروق حاج عبدي سلطان

عالم صومالي ومفسر وداعية إسلامي

النشأة والتعليم

وُلد الشيخ عمر فاروق حاجي عبدي سلطان في قرية قوحلي (عرمالي) القريبة من قبردهر في الإقليم الصومالي الخاضع لإثيوبيا عام 1939. نشأ يتيما بعد وفاة والديه وهو دون السادسة من عمره، وتولى رعايته جدته. بدأ تعليمه الديني بحفظ القرآن الكريم في سن الحادية عشرة، ثم انتقل لتعلم الفقه والعلوم الشرعية والعربية والتفسير والحديث على أيدي مشايخ محليين.

في عام 1966، انتقل إلى مقديشو عاصمة الصومال، حيث درس على يد الشيخ إبراهيم سولي، ثم التحق بمعهد التضامن الإسلامي التابع للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في السعودية. حصل على درجة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الإسلامية في عام 1974.

النشاط الدعوي

بدأ الشيخ عمر فاروق نشر العلم الشرعي في مقديشو، وواجه تحديات كبيرة خلال فترة حكم المجلس الثوري الأعلى برئاسة محمد سياد بري. اعتقل لمدة 42 يومًا بسبب تفسيره لآية قرآنية اعتبرت مناهضة للنظام. بعد التحاقه بالجامعة الإسلامية، سجل تفسير القرآن الكريم والنحو والصرف والسيرة النبوية والعديد من العلوم الإسلامية، ما زاد من شهرته بين الصوماليين.

محاولات اغتيال

تعرض الشيخ عمر فاروق لمحاولتي اغتيال من قبل المخابرات الإثيوبية، الأولى في أواخر التسعينيات، والثانية في عام 2001، بسبب انتقاداته لتدخلات إثيوبيا في الصومال ودوره كمرجع سلفي بارز.

الإسهامات في المصالحة

بعد انهيار الحكومة الصومالية عام 1991، سعى الشيخ عمر فاروق لجمع شمل المجتمع الصومالي والمساهمة في المصالحة الوطنية. شارك في مؤتمر السلام الوطني الصومالي في عرتة، جيبوتي عام 2000، والذي أسفر عن تشكيل حكومة انتقالية برئاسة عبد القاسم صلاد حسن. حصل على الجنسية الجيبوتية وعضوية شرفية في البرلمان الصومالي الانتقالي، وكان له دور بارز في مراسم أداء الرئيس عبد القاسم صلاد القسم الدستوري.

بعد انسحاب القوات الإثيوبية عام 2009، دعم الشيخ عمر فاروق المصالحة الوطنية وانتقد حركة الشباب وممارساتها العسكرية والفكرية.

وفاته وتراثه

توفي الشيخ عمر فاروق في مكة المكرمة في 8 مارس 2011، ودفن هناك. في عام 2019، تم تدشين مؤسسة الشيخ عمر فاروق للدعوة والتنمية في مقديشو، لتجمع وتوثق إنتاجه العلمي من تفسير القرآن الكريم والفتاوى، وذلك لحفظ تراثه وإسهاماته في العلم والدعوة.