skip to Main Content

عالم مسلم وداعية صومالي

حياته المبكرة وتعليمه:

وُلد الشيخ عبد القادر نور فارح في عام 1940 في “عنجيل تَلَواْ” بالقرب من بلدة أيل في شمال شرق الصومال. نشأ في أسرة فقيرة ولم يكن لوالده دور كبير في تعليمه، إلا أن حبه للعلم ظهر مبكرًا. رغم التحديات، تعلم القراءة والكتابة بشكل ذاتي باستخدام لوح خشبي وقلم. انتقل إلى بلدة أيل لإكمال دراسته الابتدائية، ثم إلى مقديشو عام 1960 للالتحاق بمدرسة تابعة للأزهر الشريف، حيث تخرج منها عام 1967. بعد ذلك، انتقل إلى المملكة العربية السعودية للالتحاق بمعهد التضامن الإسلامي، ثم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، حيث حصل على شهادة في الدعوة وأصول الدين عام 1975.

نشاطه الدعوي:

بعد تخرجه، أُرسل الشيخ عبد القادر نور فارح إلى غرب إفريقيا للدعوة، ثم عاد إلى الصومال بناءً على طلب الرئيس محمد سياد بري، الذي عينه قاضيًا. كان له دور بارز في تدريس العلوم الشرعية، وخاصة في حلقات المساجد. عُرف بإلمامه بعلوم الفقه وعلوم الحديث، وقد شارك في تأسيس حركة الاتحاد الإسلامي في عام 1984، التي كانت تسعى لإقامة دولة إسلامية في الصومال من خلال الجهاد المسلح.

السجن والاعتقالات:

في عام 1976، اعتُقل الشيخ عبد القادر نور فارح بتهمة معارضته لقانون الأحوال الشخصية. أمضى سنتين في سجن لانتا بورو، حيث استمر في دروسه الدينية رغم الظروف القاسية. بعد الإفراج عنه، انضم إلى الجماعات الإسلامية المعارضة التي نشأت بعد تدهور الأوضاع السياسية في الصومال، وشارك في تأسيس حركة “الاعتصام بالكتاب والسنة” في عام 1996.

اغتياله:

في 15 فبراير 2013، قُتل الشيخ عبد القادر نور فارح أثناء أدائه صلاة العصر في مسجد بمدينة جروي، عاصمة ولاية بونتلاند. وجهت أصابع الاتهام إلى حركة الشباب، التي كان الشيخ قد انتقدها بشدة. كانت جنازته حدثًا كبيرًا، ونددت بالاغتيال العديد من الكيانات والمؤسسات بما في ذلك الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهيئة علماء الصومال.

إرثه:

كان الشيخ عبد القادر نور فارح من أبرز علماء الصومال ودعاتها، وترك وراءه إرثًا علميًا ودينيًا كبيرًا. قُتل وهو يناضل من أجل نشر العلم والدعوة إلى الإسلام، وظل اسمه خالداً في ذاكرة الصوماليين كمثال على التفاني في خدمة الدين وتعليم العلم.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top