skip to Main Content

صبحي محمصاني (29 يناير 1909 – 10 سبتمبر 1986) كان أحد أبرز العلماء في مجال القانون والسياسة في لبنان. قدم إسهامات كبيرة في تطوير الأسس القانونية والشرعية للدولة اللبنانية، ولا تزال أعماله تُعد مرجعًا هامًا في الفقه الإسلامي القانوني.

حياته المبكرة والتعليم

وُلد صبحي محمصاني في بيروت لعائلة محافظة تقدر العلم. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في المدرسة الإعدادية التابعة للكلية الإنجيلية السورية، ثم حصل على شهادة الليسانس والدكتوراه في القانون من جامعة ليون في فرنسا. كما حصل على شهادة البكالوريوس في القانون الإنكليزي من جامعة لندن، مما جعله متمرسًا في النظامين التشريعيين الفرنسي والإنكليزي. كان يتقن اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، إضافة إلى قدرته على القراءة بالألمانية.

مسيرته القانونية

بدأ محمصاني حياته المهنية في القضاء اللبناني في عام 1929 ككاتب في المحكمة، ثم تدرج ليصبح قاضيًا ومستشارًا في محكمة الاستئناف المختلطة في بيروت. بعد استقلال لبنان، أصبح رئيسًا للغرفة المدنية في محكمة الاستئناف والتمييز. في عام 1946، استقال من السلك القضائي ليبدأ عمله في المحاماة، وأسس مكتبه في بيروت في عام 1947.

نشاطه العام والسياسي

أثرت عائلته في الحياة العامة، حيث قدمت الشهيدين محمد ومحمود محمصاني خلال فترة الحكم العثماني. في عام 1944، عُين محمصاني عضواً في الوفد اللبناني إلى مؤتمر تأسيس جامعة الدول العربية، كما شارك في المؤتمر التأسيسي للأمم المتحدة في سان فرانسيسكو عام 1945. في عام 1958، شارك في تحديث التشريعات اللبنانية كعضو في اللجنة العليا التي عينها الرئيس فؤاد شهاب. انتُخب عضواً في مجلس النواب اللبناني في عام 1964، وعُين وزيرًا للاقتصاد الوطني في حكومة عبد الله اليافي في عام 1966.

نشاطه الأكاديمي

كان محمصاني أستاذًا محاضرًا في عدة جامعات، منها الجامعة الأميركية في بيروت، جامعة القديس يوسف، والجامعة اللبنانية، حيث قام بتدريس مواد قانونية متنوعة. ساهم في تأسيس كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، وعُرف بإلقاء محاضرات دولية حول القانون والعلاقات الدولية في معاهد ومؤتمرات متعددة.

مؤلفاته وإرثه العلمي

كتب محمصاني العديد من الكتب والمقالات في مجال الشريعة الإسلامية والقانون. من أبرز مؤلفاته: “فلسفة التشريع في الإسلام” و”النظرية العامة للموجبات والعقود في الشريعة الإسلامية”. كما أن مؤلفاته تُعد من المراجع الأساسية في دراسات الفقه الإسلامي.

وفاته

توفي صبحي محمصاني في 10 سبتمبر 1986 في باريس خلال تلقيه العلاج من سرطان الرئة. كانت وفاته خسارة كبيرة للمجال القانوني والأكاديمي، وترك إرثًا غنيًا من المعرفة والتفكير القانوني.

This Post Has 0 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top