**عبد الحليم خدام: مسيرة سياسية مثيرة للجدل** **المولد والنشأة** عبد الحليم خدام (15 سبتمبر 1932…
### حافظ الأسد: حياةٌ وحكم
**المولد والنشأة:**
حافظ الأسد (6 تشرين الأول 1930 – 10 حزيران 2000) وُلِد في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية لأسرة علوية فقيرة تعمل في الزراعة. كان أول فرد في عائلته يحصل على تعليم رسمي، حيث أكمل دراسته الأساسية في قريته، ثم انتقل إلى اللاذقية حيث أنهى تعليمه الثانوي. بعد فشله في دخول كلية الطب بسبب الظروف المادية، التحق بالأكاديمية العسكرية في حمص عام 1952، وتخرج منها كطيار حربي عام 1955.
**بداياته السياسية:**
انضم الأسد إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1946، حيث بدأ نشاطه السياسي كطالب ناشط. وفي عام 1958، خلال فترة الوحدة بين سوريا ومصر، عارض قرار حل الحزب وأسس مع مجموعة من رفاقه تنظيماً عسكرياً سرياً عُرف بـ”اللجنة العسكرية”، والتي لعبت دوراً بارزاً في الانقلابات في أوائل الستينيات.
**الانقلابات وصعود السلطة:**
بعد انقلاب 1963، عُيّن الأسد في منصب قائد القوى الجوية. وفي عام 1966، شارك في انقلاب ضد القيادة القومية للحزب، حيث تولى منصب وزير الدفاع. ومع تصاعد الخلافات بينه وبين صلاح جديد بعد هزيمة 1967، تمكن الأسد من الإطاحة بجديد في انقلاب 1970، ليبدأ حكمه في ما يُعرف بالحركة التصحيحية.
**الزعامة:**
تولى الأسد رئاسة الجمهورية في 22 شباط 1971، بعد استفتاء شعبي. في فترة حكمه، قام بإجراء إصلاحات اقتصادية وتعزيز دور الدولة، وأسّس نظاماً أمنياً قوياً من خلال إنشاء عدة أجهزة استخبارات. عُرف نظامه بالتوجه نحو العلمانية وتطوير الصناعة، مما جعل سوريا قوة إقليمية.
**الحروب والصراعات:**
خلال حكمه، خاضت سوريا حرب تشرين التحريرية عام 1973 ضد إسرائيل، مما زاد من شعبيته. ومع ذلك، شهدت الثمانينات قمعاً عنيفاً لحركة الإخوان المسلمين، حيث تم إصدار قانون 49 الذي يعاقب بالإعدام كل من ينتمي لهم. وتمت مجزرة حماة عام 1982 كجزء من حملته ضدهم.
**الاتحاد العربي:**
أسس الأسد اتحاد الجمهوريات العربية مع مصر وليبيا في 1971، لكن لم يتم تطبيقه عملياً بسبب الخلافات بين الدول الثلاث.
**الوفاة والإرث:**
توفي حافظ الأسد في 10 حزيران 2000 بعد صراع مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا معقدًا من القمع السياسي، التنمية الاقتصادية، والصراعات الإقليمية. ورغم الانتقادات الكثيرة لحكمه، يبقى تأثيره على سوريا والعالم العربي موضوعاً للبحث والنقاش حتى اليوم.
This Post Has 0 Comments