أشرف مروان

أشرف مروان: حياة معقدة وموت غامض

الحياة المبكرة والتعليم: وُلد أشرف مروان في 2 فبراير 1944 في حي مصر الجديدة بالقاهرة، لأسرة عسكرية حيث كان والده اللواء أبو الوفا مروان، الذي عمل في سلاح الحرب الكيميائية قبل أن يتحول إلى إدارة شركة مصر للأسواق الحرة. حصل مروان على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة في 1965، ثم نال الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة لندن عام 1974. عمل في المعامل المركزية للقوات المسلحة منذ عام 1965.

الصعود السياسي: تقدم أشرف مروان للزواج من منى جمال عبد الناصر، ابنة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وهو ما أدى إلى دخوله عالم السياسة بشكل أوسع. عمل كمساعد محدود الاختصاصات لسامي شرف، سكرتير الرئيس. بعد وفاة عبد الناصر في سبتمبر 1970، دعمه الرئيس الجديد أنور السادات، وارتفعت مكانته في الحياة السياسية. عين مروان في عدة مناصب هامة منها سكرتير الرئيس لشؤون المعلومات، عضو لجنة الإشراف على تطوير وصناعة الأسلحة، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، وسفير مصر في لندن.

اتهام بالعمالة: عقب وفاته، اتهمت الصحف الإسرائيلية أشرف مروان بالعمالة المزدوجة لمخابرات كل من مصر وإسرائيل. تردد أنه عمل كعميل مزدوج تحت اسم حركي “بابل”، وكان يلعب دوراً هاما في تقديم معلومات للموساد. بعض التقارير الإسرائيلية، مثل تلك التي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” و”معاريف”، أكدت أن مروان كان سبباً رئيسياً في إخفاق الموساد في تقدير توقيت حرب أكتوبر 1973. في المقابل، يشكك بعض المراقبين في مصداقية هذه الادعاءات، مؤكدين أنه كان جزءاً من خطة خداع استراتيجية قامت بها المخابرات المصرية.

حياته في لندن: بعد مغادرته العمل السياسي، استقر مروان في لندن، حيث عمل في مجال المال والأعمال، وحقق نجاحات كبيرة كرجل أعمال. تولى منصب رئيس الجالية المصرية في لندن.

وفاته: توفي أشرف مروان في 27 يونيو 2007 بعد سقوطه من شرفة منزله في منطقة سانت جيمس بلندن. التحقيقات في الحادث لم تنتهِ، ورغم وجود كاميرات مراقبة في موقع الحادث، فإن تعطلها حال دون تسجيل تفاصيل الحادث.

الشهادات والتفسيرات: تختلف التفسيرات حول دور مروان، حيث أكدت بعض الروايات أنه كان عميلًا مزدوجًا ساهم في تضليل إسرائيل، بينما ينفي آخرون ذلك ويعتبرون أن ما قام به كان جزءاً من استراتيجيات خادعة ضمن خطة مصرية. الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك وصفه بأنه كان وطنياً مخلصاً ولم يكن جاسوساً.

تظل حياة أشرف مروان موضوعاً معقداً، تجمع بين الإنجازات السياسية والتجارية والاتهامات الخطيرة، مما يترك سيرة ذاتية مثيرة للجدل والبحث.